يتعرض الأطفال الرضع للعديد من الأعراض الصحة التي تقلق الأهل، وكثيراً ما تتعلق هذه الأعراض بالجهاز الهضمي، ومن بينها ظهور مشكلة رائحة الغازات الكريهة لديه، ويبحث الأهل عن هذه المشكلة وإيجاد تفسير مناسب لها، وفي هذا المقال سوف نتحدث عن مشكلة رائحة الغازات الكريهة عند الطفل وما أسبابها وطرق علاجها وأهم خطوات الوقاية منها.
تعتبر رائحة الغازات الكريهة من الدلالات المهمة على المشاكل الهضمية عند الطفل الرضيع خصوصاً إذا استمرت لفترة طويلة أو ترافقت مع إسهال مستمر ولون براز غير طبيعي، وأبرز أسباب رائحة الغازات الكريهة عن الأطفال الرضع:
التهاب الأمعاء: يمكن أن يسبب التهاب الأمعاء رائحة الغازات الكريهة عند الرضع، ويمكن أن يكون التهاب القولون والتهاب المعدة من بين الأسباب التي تؤدي لتجمع غازات كريهة الرائحة عند الطفل.العدوى البكتيرية: تكون إصابة الرضيع بنوع من العدوى البكتيرية في الأمعاء هي السبب وراء ظهور رائحة الغازات الكريهة عند الرضع، ويمكن أن يكون الإسهال والتقيؤ من بين الأعراض الأخرى التي تدل على العدوى المعوية والتي تترافق مع رائحة الغازات الكريهة.تناول الأم المرضع لأطعمة معينة: تتشكل الغازات بشكل يومي عند الطفل الرضيع وهذا الأمر طبيعي لكنه قد يترافق مع رائحة كريهة غريبة بعض الأحيان وهذا يمكن أن يعود لتناول الأم المرضع لأطعمة تسهم في هذه الرائحة مثل اللحوم والبصل والتوم والبيض والأسماك، فتنفتل بالحليب إلى الطفل الرضيع وتظهر على شكل رائحة غازات كريهة.عدم تحمل سكر الحليب: عدم تحمل سكر الحليب هي حالة مرضية تعجز فيها أمعاء الطفل عن هضم سكر اللاكتوز الموجود في الحليب، سواء حليب الأم أو الحليب الصناعي، مما يؤدي لتخمر سكر اللاكتوز في أمعاء الطفل وتشكل الغازات ذات الرائحة الكريهة.الإمساك عند الرضيع: قد تحدث أحياناً الغازات بالتزامن مع حدوث إمساك عند الأطفال الرضع وهذا يؤدي لرائحة غازات كريهة واضحة بسبب بقاء البراز وتجمعه ضمن الأمعاء مدة طويلة مما يسبب رائحة كريهة للأمعاء تخرج مع الغازات.ابتلاع الهواء مع الرضاعة: يتعرض جميع الرضع لبلع الهواء خصوصاً أثناء عملية الرضاعة أو أثناء البكاء، وهذا ما يزيد من تشكل الغازات لديهم التي تتجمع في البطن أثناء هضم الطعام فتخرج برائحة كريهة.حساسية الرضيع للأطعمة:إدخال الأطعمة الصلبة لطعام الرضيع يبدأ في عمر ال 6 أشهر تقريباً، وقد تحدث حالات تحسس لدى الطفل من أحد أنواع الأطعمة التي يتناولها خصوصاً في المرات الأولى التي يجرب فيها نوع طعام ما، وذلك لعدم اعتياد الجهاز الهضمي عليها وعدم تطوره بشكل كامل مما يؤدي لعدم هضم هذه الأطعمة بشكل صحيح وتشكل غازات كريهة الرائحة تبعاً لذلك. [1-2]الانتباه لإرضاع الرضيع بكميات مناسبة: يجب تغذية الرضع بكميات صغيرة ومتكررة، وتجنب إطعامهم بكميات كبيرة ومفاجئة، حيث إن كميات الحليب التي تكون أكبر من حاجة الرضيع وقدرة أجهزته الحيوية على التحمل تسبب لمعدته وأمعائه الارتكاب وبالتالي تحدث لديه العديد من المشاكل الهضمية ومن بينها رائحة الغازات الكريهة.وضع الطفل بطريقة صحيحة أثناء الإرضاع: الوضعيات الصحيحة لإرضاع الطفل لها أكثر من شكل ويجب على المرضع التعرف عليها واختيار الأنسب لتجنب جعل الطفل يبتلع الهواء أثناء عملية الإرضاع ما يقيه من ابتلاع الهواء والتسبب بخروج رائحة غازات كريهة فيما بعد.تمرين الضغط على البطن: يمكن زيادة نشاط الرضع والحركة البطيئة لتحريك الغازات في الجهاز الهضمي والتخلص منها لعدم تركها وقت طويل داخل جسده، وذلك من خلال تحريك ساقي الطفل بلطف أثناء وضع الحفاض له أو حتى قبل على سبيل اللعب.تغيير نوع الحليب الصناعي: بعض أنواع الحليب الصناعي قد لا تناسب الطفل الرضيع، وقد تكون من العوامل أو المسببات الأساسية لرائحة الغازات الكريهة لديه، وتجربة نوع حليب آخر أفضل جودة وأنسب لعمر الطفل قد يكون له أثر جيد على هذه المشكلة والتخلص من رائحة الغازات الكريهة لديه.استشارة الطبيب: إذا استمرت مشكلة الغازات ذات الرائحة الكريهة عند الرضيع أو ترافقت مع بكاء مستمر وعدم راحة أو إسهال مستمر وبراز بلون غير طبيعي، لا بد من استشارة الطبيب المختص. الوقاية هي أفضل حل لجميع الأعراض التي قد تصيب الطفل الرضيع، ويمكن الوقاية من مشكلة الرائحة الكريهة للغازات عند الأطفال الرضع، ومن بين أهم النصائح أو الخطوات المفيدة في هذا الإطار:
تجنب الأم الأغذية المسببة للغازات: يمكن للأم المرضع أن تتجنب تناول الأطعمة التي تزيد تشكل الغازات ذات الرائحة الكريهة عند الرضيع طول فترة الإرضاع وذلك لحماية الرضيع من الغازات ذات الرائحة الكريهة.تجشؤ أو تكريع الطفل بعد كل رضعة: يجب الحرص على جعل الطفل الرضيع يتجشأ جيداً بعد كل رضعة كي لا تتراكم الغازات في بطنه وتخرج مسببة رائحة كريهة فيما بعد.الانتباه للببرونة عند إرضاع الطفل: يجب أن تكون حلمة ببرونة الرضيع بكاملها داخل الفم ويجب أن تكون بوضعية صحيحة بحيث تكون مملوءة بالحليب دون وجود فراغات يتجمع فيها الهواء.وضع الطفل بطريقة صحيحة أثناء الإرضاع: الوضعيات الصحيحة لإرضاع الطفل لها أكثر من شكل ويجب على المرضع التعرف عليها واختيار الأنسب لتجنب جعل الطفل يبتلع الهواء أثناء عملية الإرضاع ما يقيه من ابتلاع الهواء والتسبب بخروج رائحة غازات كريهة فيما بعد.الحرص على تزويد الرضيع بالماء:يبدأ الرضيع بشرب الماء منذ عمر 6 أشهر تقريباً وهي بنفس المرحلة العمرية التي يبدأ فيها تناول الأطعمة الصلبة، ومن الضروري الحرص على تزويد الرضيع بالماء أثناء ذلك لتجنب إصابته بالإمساك والتي تسبب رائحة غازات كريهة عند الرضيع. [2]عادةً ما تنتهي مشكلة الغازات عند الرضع خلال الشهور الأولى من حياته عندما يكتمل جهازه الهضمي وينضج بشكل كامل، ومع ذلك يمكن أن تستمر هذه المشكلة لفترة أطول في بعض الأحيان حتى إتمام الرضيع للسنة الأولى من عمره، ورائحة الغازات الكريهة قد تذهب وتعود حسب النمط الغذائي للأم وللرضيع.
عند اكتمال نمو الجهاز الهضمي للرضيع وبداية تقبّله للطعام الصلب ستختفي العديد من المشاكل الهضمية، منها الغازات والانتفاخ والترجيع أو الاستفراغ بعد الرضاعة أو ما يعرف بالقشط، وستلاحظ الأم ذلك بشكل واضح.
إذا استمرت مشكلة الغازات عند الرضع لفترة طويلة وبشكل منتظم، أو إذا كانت الأعراض شديدة وتسبب الانزعاج والألم للرضيع، فينبغي استشارة الطبيب المختص لتشخيص الحالة وتحديد العلاج المناسب إذا كان ذلك ضرورياً.
المصادر و المراجعaddremove
أحدث أسئلة العناية بالرضع وحديثي الولادة