فوائد الحنظل لمرضى السكري وطرق
إن كنت مصاباً بالسكري فمن المؤكد أنّ الكثيرين سيقدمون لك النصائح بشأن الأغذية التي يجب عليك أن تتناولها وتتجنبها، وستسمع بالتأكيد عن الكثير من الوصفات الطبيعية والعشبية والتي سيخبرونك بأنها تعمل كالسحر وتُساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم.
من الوصفات المنتشرة من أجل علاج السكري وتنظيم مستويات السكر لدينا وصفات نبات الحنظل، سيخبرونك أنّ نبات الحنظل مفيد للغاية لمريض السكري ويساعده على تخفيض نسب السكر، ولكن ما مدى صحة هذا الأمر؟ وهل فوائد الحنظل لمرضى السكري حقيقية أم أنها مجرد خرافاتٍ نشرها رواد الطب البديل والتعافي بالأعشاب.
نبات الحنظل أو البطيخ المر (Bitter Melon) أو التفاح المر أو الكمثرى البلسم هي جميعاً أسماء للنبات ذو الاسم العلمي "مومورديكا شارانتيا" وهو نبات فريد كان يُستخدم كطعام أو كمكون لتصنيع الأدوية العشبية منذ زمنٍ بعيد. يُعتبر الحنظل الجزء الصالح للأكل من نبات مومورديكا شارانتيا ويُعتبر الأكثر مرارةً بين الخضار والفاكهة على حدٍ سواء.
إن نبات الحنظل هو نبات زاحف ذو ثمارٍ ذات شكلٍ بيضوي يشبه البطيخ الصغير والقثاء مع سطحٍ خارجي مليء بالبثور، أما بالنسبة لحجم نبات الحنظل وقوامه وحتى مرارته فهي أمورٌ تختلف بشكل واضح بناءً على عوامل مثل المنطقة التي ينمو فيها، وينمو نبات الحنظل عموماً في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية وينتشر بشكل كبير في أمريكا الجنوبية وشمال أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا.
قد يكون طعم الحنظل المر دافعاً للكثيرين لتجنبه ولكن تناول قد يحمل للجسم العديد من الفوائد الصحية حيث أنّ الحنظل غني بالكثير من العناصر المغذية التي يحتاجها الجسم مما يجعله إضافة مميزة ضمن نظام غذائي متوازن. تناول كمية بوزن 94 غرام من الحنظل ستؤمن للجسم: [2]
- السعرات الحرارية: 20 كليو كالوري
- الكربوهيدرات: 4 غرام
- الألياف: 2 غرام
- فيتامين C: 93% من حاجة الجسم اليومية
- فيتامين A: 44% من حاجة الجسم اليومية
- حمض الفوليك: 17% من حاجة الجسم اليومية
- بوتاسيوم: 8% من حاجة الجسم اليومية
- زنك: 5% من حاجة الجسم اليومية
- حديد: 4% من حاجة الجسم اليومية
إضافة لكل ما سبق فالحنظل يحتوي أيضاً على بعض مضادات الأكسدة وحمض الغاليك والإبيكاتشين وحمض الكلوروجينيك التي يمكن أن تساعد في حماية خلايا الجسم من التلف.
لطالما كان نبات الحنظل يُستخدم لعلاج مرضى السكري سواء عبر تناوله أو عبر استخدامه في بعض الوصفات العشبية المعينة، ولكن ما هي فعلاً فوائد الحنظل لمرضى السكري؟ [3]
- خفض مستويات سكر الدم: يحتوي الحنظل بعض مكونات الأنسولين متعددة البيبتيد مثل (p-insulin)، وقد وجد الخبراء أنّ هذه المادة فعالة في السيطرة على مرض السكري بشكل طبيعي. تناول قرابة 2000 ملغ من الحنظل في عصائر مرضى السكري بشكل يومي يمكن أن يساعد في خفض مستويات السكر لدى المصابين بالسكري من النوع الأول والثاني. وقد ظهر أيضاً أن تناول الحنظل ساعد على خفض مستويات الجلوكوز في البلازما أثناء الصيام.
- التأثير على عدم تحمل الجلوكوز في الجسم: أظهرت بعض الدراسات الحديثة أن الحنظل يُساعد على تحسين قدرة الجسم على تحمل الجلوكوز بين المرضة حيث أنّ مكوناته تعمل على تحسين حساسية الأنسولين في الجسم وتقليل مقاومة الأنسولين وبالتالي العمل على خفض مستويات الجلوكوز في الدم.
- خفض مستويات الهيموغلوبين A1C أو الهيموغلوبين المسكر: عندما يرتبط الهيموغلوبين في الدم بجزيئات الجلوكوز يتحول إلى الهيموغلوبين المسكر، وبالنسبة لمريض السكري من الضروري أن تبقى مستويات الهيموغلوبين المسكر ضمن نطاقٍ معين لأن ارتفاعها يمكن أن يكون علامةً غير جيدة. بعض العناصر الموجودة ضمن الحنظل تُساعد على خفض مستويات الهيموغلوبين المسكر وبينت الدراسات أنه يمكن أن يكون مفيداً بشكل خاص لدى مرضى السكري المشخصين بشكل جديد.
- يحفز فقدان الوزن: من المعروف أنّ أحد أهم عوامل الخطر المرتبطة بمرض السكري هي السمنة ولذلك يكون من المهم أن يحرص مريض السكري على تجنب السمنة المفرطة ويحاول فقدان الوزن، الحنظل يعتبر من الأطعمة قليلة السعرات الحرارية والتي يمكن أن تقلل الشعور بالجوع لفترات طويلة مما يقلل من فرص زيادة الوزن والإفراط في تناول الطعام.
تناول الحنظل بشكل منتظم يثبط الشهية ويساعد على التحكم في العادات الغذائية وبالتالي يزيد استقلاب الجسم للدهون فيقلل من كمية الدهون المتراكمة في الجسم. - الحفاظ على خلايا بيتا في البنكرياس والتأثير على إفراز الأنسولين: تناول الحنظل فموياً يحفز إنتاج خلايا بيتا في البنكرياس للأنسولين وبالتالي امتصاص الجلوكوز في كبد المريض، هذه العملية تقود إلى زيادة لاحقة في الخلايا المنتجة للأنسولين في الجسم.
في حال رغبت باستعمال الحنظل بالتزامن مع الأدوية الموصوفة لك لعلاج السكري فمن المهم أن تحرص على الالزام بالكميات المسموحة من الحنظل بحيث لا يزيد استهلاكك عن:
- 50 إلى 100 ملليتر من عصير الحنظل يومياً.
- 50 إلى 80 غرام من بودرة الحنظل يومياً.
- قطعة حنظل صغيرة في اليوم.
- كمية مكملات الحنظل يحددها الطبيب المعالج.
بالطبع عليك تناول المكملات الغذائية بعد استشارة الطبيب والتأكد من أنّها لا تتعارض مع أية أدوية أخرى تتناولها مع الاستفسار عن الجرعة المناسبة لك.
يوجد طرق مختلفة لإضافة الحنظل إلى نظامك الغذائي فمن الممكن لك أن: [4]
- إضافة الحنظل إلى الشوربات والحساء.
- تحضيره بالمقلاة مع القليل من الزيت والخضار الأخرى.
- أكل الحنظل المقلي.
- تناوله بعد حشوه بالأرز أو اللحم أو غيرها من المكونات الأخرى.
- تناوله مع البيض المقلي أو العجة.
- إضافة الحنظل إلى طبخات الفاصولياء.
طرق تخفيف مرار الحنظل
في حال كان الحنظل مراً بشكلٍ مزعج فمن الممكن لك أن تقلل من شدة المرار ببعض الطرق والتي تتضمن:
- إزالة البذور من الحنظل.
- قشط الطبقة الخشنة عن السطح.
- طهو الحنظل مع البطاطس أو البصل.
إن كنت ترغب بتحضير عصير الحنظل فيمكن لك أن تقوم بذلك وفق الطريقة التالية: [3]
- قم بتقشير الطبقة السطحية من الحنظل.
- قم بتقطيع الفاكهة المقشرة إلى قطع صغيرة.
- ضع القطع الصغيرة الناتجة في كوب من الماء البارد لمدة 30 دقيقة.
- ضع الماء مع القطع في خلاط وقم بخلطهما معاً.
يقوم البعض بإضافة القليل من الليمون من أجل تقليل مرارة الحنظل، كما أنّ آخرين يمكن أن يقوموا بتحسين الطعم من خلال إضافة بعض العناصر الأخرى مثل الزنجبيل أو الفلفل أو رشة من الملح أو بعض العصائر الأخرى مثل عصير الكمثرى أو عصير التفاح أو عصير الليمون.
بعد استعراض كافة الفوائد السابقة التي يقدمها الحنظل لمرض السكري يجب أن نستعرض الجانب الآخر، فرغم وجود العديد من الدراسات التي بينت فوائده الصحية وفعاليته على أمراض السكري يجب أن ننوه إلى أنّ كثيراً من الدراسات تبني نتائجها على الاختبارات على الفئران في المختبرات وهو ما يعني أنّ النتائج قد لا تكون دقيقةً تماماً ويفتح مجالاً لوجود هامش خطأ في النتائج.
فضلا عن ذلك يوجد دراساتٌ أخرى تضمنت نتائج سلبية لتأثير الحنظل في علاج مرض السكري، أظهرت دراسة أجريت في عام 2014 على 208 مريضاً عدم تأثر الهيموغلوبين المسكر أو مستويات الجلوكوز بتناول الحنظل، دراسةٌ أخرى في عام 2015 وجدت أنّ تعديل الحنظل لمستويات السكر في الدم ضعيف مقارنةً بالأدوية الشائعة لعلاج مرض السكري مثل الجليبنكلاميد.
إذن هل فوائده وهمية؟
في الحقيقة ليس تماماً؛ إذ يبدو أنّ النتائج تختلف بناءً على بعض العوامل مثل مدى كون الحنظل طازجاً حيث ترافق تناول الحنظل الطازج وشرب عصائر الحنظل نتائج أفضل في حين أنّ النتائج المرافقة لتناول الكبسولات هي الأسوأ فقد تكون معدومةً حتى. [5]
استخدام الحنظل لعلاج السكري يمكن أن يكون آمناً على المدى القصير لمعظم الأشخاص عند استهلاكه بكميات قليلة، أما بالنسبة للاستهلاك طويل الأمد لمدة تتجاوز 3 أشهر فلا يوجد معلومات كافية عن مدة أمانه واستهلاكه أيضاً بكميات كبيرة نسبياً يمكن أن يؤدي لظهور بعض الأعراض الجانبية والتي تتضمن: [6]
- الإسهال والتقيؤ وبعض المشاكل والاضطرابات الهضمية.
- نزيف مهبلي وتقلصات رحمية وحتى الإجهاض.
- انخفاض خطير في مستوى سكر الدم إن أُخذ مع الأنسولين.
- تلف الكبد.
- حمى الفوال للمصابين بنقص الأنزيم G6PD.
- يمكن أن يتسبب باختلاطات دوائية ويقلل من فعاليتها.
- مشاكل بضغط الدم لمن خضعوا لجراحة في وقت قريب.
في الختام.. يجب أن تعلم أنّ للحنظل العديد من الفوائد الصحية والتي يتضمن بعضها علاج السكري، ولكن استهلاكه قد لا يكون آمناً للجميع لذلك من الضروري أن تستشير طبيبك قبل تناوله وتطلب منه أن يُحدد لك الكميات المسموحة منه، والأهم هو أن عليك أن تستخدمه كعلاج داعم وليس كبديل عن الأدوية لأنه لا يغني عنها إطلاقاً