فوائد واستخدامات حمض الهيالورونيك (Hyaluronic Acid)
أحدث حمض الهيالورونيك ضجة كبيرة في الآونة الأخيرة، وعلاوةً على فوائده الصحية للجسم أصبح شائع الاستخدام في حالات تجميلية عديدة، وسوف نتعرف من خلال هذا المقال عن هذه التركيبة المذهلة التي انتشر استخدامها لحمض الهيالورونيك، وفوائده المتعددة وأشكاله الصيدلانية.
حمض الهيالورونيك Hyaluronic acid هو سائل لزج نقي يفرزه الجسم بشكل طبيعي في الأنسجة الجلدية والعين وفي السائل الزلالي في المفاصل، وهو المسؤول عن الحفاظ على رطوبة ومرونة هذه الأنسجة لقدرته على حمل مقدار وزنه من الماء، فهو يعمل على منع جفاف وتبخر الماء، ومثل الكولاجين تماماً يتراجع انتاج حمض الهيالورونيك بشكل طبيعي في الجسم مع التقدم بالسن ما يسبب البدء في ظهور علامات الشيخوخة خاصة على الجلد ومرونة المفاصل. [2-6]
يمكن إعادة تحفيز إنتاج الهيالورونيك أسيد عن طريق النظام الغذائي، حيث يساعد تناول حمض الهيالورونيك كمكمل غذائي في علاج العديد من الحالات الصحية المرتبطة بتراجع إنتاجه الطبيعي في الجسم، مثل ألام المفاصل وجفاف العين وهشاشة العظام والتجاعيد وشيخوخة البشرة والشعر، حيث يوجد الكثير من المستحضرات الطبية التي تحتوي على حمض الهيالورونيك على شكل سيرومات للبشرة أو حقن للمفصل أو كبسولات لعلاج المفاصل وقطرات عينية لترطيب العيون.
كما يمتلك حمض الهيالورونيك فوائد تجميلية كثيرة، ولا تخلو منه المستحضرات التجميلية التي تعمل على ترطيب البشرة والتقليل من تجاعيد الوجه، ويمكن استخدامها إما عن طريق الفم أو بتطبيقها موضعياً على شكل سيرومات وكريمات تجميلية التي تساعد في الحفاظ على نضارة البشرة.
يساعد استخدام حمض الهيالورونيك في الاحتفاظ برطوبة البشرة ووقايتها من الإصابات الجرثومية والأمراض الجلدية حيث يقوم باحتجاز الماء على سطح الجلد والحفاظ على مرونته، وبنفس التأثير يساهم في تقوية الشعر والحفاظ على فروة الرأس، فمن الفوائد التجميلية المذهلة التي يقدمها حمض الهيالورونيك: [2-3-4]
- يعمل على ترطيب البشرة: إن استخدام حمض الهيالورونيك في الحصول على بشرة أكثر نضارة، يمكن أن تؤثر العوامل الخارجية بشكل كبير على مستوى حمض الهيالورونيك الطبيعي في الجلد، مثل التعرض لأشعة الشمس والتلوث والدخان، فيساعد تناول متمم حمض الهيالورونيك على إعطاء كمية إضافية يتم دمجها مع الحمض الموجود في الجلد وبالتالي زيادة رطوبته.
- يقاوم علامات الشيخوخة والتقدم في السن: يعتبر جفاف الجلد من العوامل الرئيسية لظهور علامات الشيخوخة، ولدور حمض الهيالورونيك في الحفاظ على رطوبة الجلد وشد البشرة يعتبر عنصر أساسي في الوقاية من ظهور علامات التقدم بالسن.
- يساعد في علاج الأكزيما الجلدية: قد يتسبب جفاف الجلد في ظهور الأكزيما الجلدية، ويعتبر استخدام حمض الهيالورونيك علاج فعال في حالات الاكزيما عن طريق منع الالتهابات الجلدية ومد البشرة بتراكيز عالية من الماء للحفاظ على رطوبتها.
- يستخدم في حقن ملئ الوجه والشفاه: تم استخدام حمض الهيالورونيك في حقن التجميل لملء الفراغات في الوجه والشفاه، فزيادةً على قدرته في الاحتفاظ بالرطوبة هو يساعد في شد الجلد للحصول على بشرة أكثر نضارةً وشباباً.
- يقلل من جفاف فروة الرأس: لكون حمض الهيالورونيك رائع في الحفاظ على رطوبة الجلد، فهو لا يساعد فقط في تحسين بنية الشعرة، بل يقلل من حالات جفاف فروة الرأس وتحفيز الكولاجين الذي يعمل على تقوية جذور الشعر وبالتالي زيادة كثافة الشعر وقوته.
- علاج الشعر الجاف والتالف والمجعد: يساعد استخدام حمض الهيالورونيك بشكل كبير في زيادة رطوبة الشعر الجاف، كما يعمل على ملئ شقوق الشعر وترميمها ما يقلل من حالات تقصف الشعر الجاف والمجعد، عن طريق الحفاظ على التوازن المناسب للدهون والمرطبات والبروتينات اللازمة لتقوية الشعر وزيادة مرونته.
- الحفاظ على رطوبة الشعر: إذا كان الشعر يفتقر إلى حمض الهيالورونيك، الذي يتراجع بشكل طبيعي مع التقدم بالعمر، فمن المحتمل أن تصبح خصلات الشعر جافة ورقيقة، ويعد استخدام حمض الهيالورونيك موضعياً عامل مساعد في الحفاظ على رطوبة الشعر ويجعله أكثر لمعاناً وأقل تطايراً.
تكمن أهمية حمض الهيالورونيك في خواصه المرطبة خاصةً في الانسجة الضامة وكذلك الخواص المضادة للالتهاب، ومن الفوائد الصحية التي يقدمها حمض الهيالورونيك للجسم بشكل عام: [1-3]
- تخفيف آلام المفاصل والعضلات: مع التقدم في العمر يبدأ تراجع التراكيز الطبيعية من حمض الهيالورونيك في المفاصل وهو نوع من أنواع التنكس المفصلي، ما يزيد من الشعور بالألم في المفاصل وخاصة الركبة، وتظهر الدراسات أن تناول حمض الهيالورونيك يقلل بشكل كبير من آلام الركبة.
- الحفاظ على صحة العظام: قد يساعد استخدام حمض الهيالورونيك في خفض معدل فقدان العظام عند الأشخاص الذين يعانون من بداية في هشاشة العظام، كما أن تناول جرعات عالية من حمض الهيالورونيك يزيد من نشاط بانيات العظام وهي الخلايا المسؤولة عن بناء الأنسجة العظمية.
- الوقاية من ارتجاع المري: يحدث ارتجاع المري نتيجة ارتجاع محتويات المعدة إلى الحلق ما يسبب آلام وتلف في بطانة المري، يساعد حمض الهيالورونيك باستخدامه مع كبريتات شوندروتن عل التخفيف من أعراض ارتجاع المري بالإضافة لاستخدام مضادات الحموضة أكثر بخمس مرات من استخدام مضادات الحموضة فقط، كما يساعد في ترميم أنسجة الحلق والمري الناتج عن الارتجاع بشكل أسرع.
- الوقاية من جفاف العيون: يعتبر حمض الهيالورونيك عامل ممتاز للاحتفاظ بالرطوبة لذا يستخدم بشكل كبير في علاج حالات جفاف العين والوقاية منها، ويحسن صحة العين بشكل عام خاصة عند الكبار في السن، كما تستخدم خلال جراحة العيون لدوره في تسريع التئام الجروح.
- يخفف من آلام المسالك البولية: قد يساعد حمض الهيالورونيك في تسكين أعراض الألم وتكرار التبول الناتج عن التهاب المثانة الخلالي أو ما يسمى متلازمة المثانة المؤلمة، وهو عبارة عن التهاب في المثانة يصيب 5% من النساء غير معروف السبب، عن طريق اصلاح الانسجة التالفة في المثانة ما يجعلها أقل حساسية، ويتم عن طريق إدخالها مباشرةً في المثانة من خلال قسطرة.
- يسرع التئام الجروح: يلعب حمض الهيالورونيك أسيد دوراً رئيسياً في التئام الجروح، فهو موجود بشكل طبيعي في الجلد ويزيد افرازه عند حدوث ضرر في الجلد يحتاج لإصلاحه بشكل أسرع من خلال تنظيم مستويات تدفق الدم إلى المنطقة المتضررة وترميمها، كما يساعد في التقليل من خطر العدوى عند تطبيقه على الجروح مباشرة، إضافةً إلى فعاليته في علاج التهاب اللثة وتسريع الشفاء بعد جراحة الأسنان والقضاء على القرحة الفموية عند استخدامه موضعياً.
هناك العديد من العناصر الغذائية التي تحفز إنتاج حمض الهيالورونيك في الجسم، أو تحتوي على تراكيز عالية منه، فيمكن الحفاظ على المستويات الطبيعية لحمض الهيالورونيك من خلال اتباع نظام غذائي صحي يتضمن: [5]
- مرقة العظام: تحتوي مرقة العظام على الكثير من العناصر الغذائية منها حمض الهيالورونيك، بالإضافة إلى أنه غني بالكولاجين، لذا يعتبر من المغذيات التي تعمل على تحسين مرونة البشرة وترطيبها، وكذلك تدعم صحة المفاصل والعظام.
- الحمضيات: لا تحتوي الحمضيات على الهيالورونيك لكنها تحتوي على النارينجين الذي يعمل على تثبيط أنزيم الهيالورونيداز الذي يقوم بتحطيم حمض الهيالورونيك، لهذا السبب قد تساعد الحمضيات في الحفاظ على المستويات الصحية من حمض الهيالورونيك في الجسم.
- اللوز: اللوز من المكسرات المعروفة بفوائدها الكبيرة لاحتوائها على مجموعة كبيرو من العناصر الغذائية المفيدة لصحة الجسم بشكل عام، ومن ضمن مكوناته المغنيسيوم وهو من المعادن التي تساهم في انتاج الجسم لحمض الهيالورونيك.
- البطاطا الحلوة: تعتبر البطاطا الحلوة مصدر غذائي رائع فهي تحتوي على مجموعة واسعة من مضادات الاكسدة والفيتامينات والمعادن المفيدة لصحة الجسم، كما أنه يمد الجسم بكمية كبيرة من المغنيسيوم الذي يعتبر ضروري لإنتاج حمض الهيالورونيك في الجسم.
- فول الصويا: يحتوي فول الصويا على الاستروجين، ومن المعتقد أن ارتفاع هرمون الاستروجين يساعد في انتاج حمض الهيالورونيك والكولاجين الطبيعي في الجسم.
بعد الانتشار الواسع لحمض الهيالورونيك تم صناعته بأشكال مختلفة وبأوزان جزيئية متناسبة مع الوظيفة التي يقوم بها، استخدم بأوزان جزيئية صغيرة في حالات علاج التجاعيد، وكبيرة في حالات استخدامه لالتئام الجروح، ومن الاشكال الشائعة الاستخدام والمتوافرة في الصيدليات نذكر: [2-6]
- كبسولات حمض الهيالورونيك: تستخدم لعلاج آلام المفاصل عن طريق تناول حمض الهيالورونيك بجرعة من 80 إلى 200 ملغ يومياً لمدة شهرين إلى ثلاث أشهر، كما تستخدم هذه الكبسولات بجرعة من 120 إلى 240 ملغ يومياً لمدة تتراوح من شهر إلى ثلاثة أشهر يقلل من تجاعيد الجلد والخطوط الضيقة.
- حبوب حمض الهيالورونيك مع الكولاجين: من الاشكال الصيدلانية المتوفرة في الأسواق حبوب الكولاجين مع حمض الهيالورونيك الذي يستخدم حبة يومياً لمدة ثلاثة أشهر، يستخدم في تحسين صحة المفاصل بشكل عام.
- قطرة عينية تحتوي حمض الهيالورونيك: يوجد حمض الهيالورونيك على شكل قطرات عينية يستخدم للوقاية من حالات جفاف العيون خاصةً عند كبار السن من 4 إلى 6 مرات يومياً.
- سيروم حمض الهيالورونيك مع فيتامين سي: أصبح شائع الاستخدام في الآونة الأخيرة سيروم حمض الهيالورونيك مع الفيتامين سي، وتم انتاجه من قبل العديد من الشركات التجميلية والطبية، لفعاليته المضاعفة في مكافحة تجاعيد الوجه، حيث يعمل الهيالورونيك أسيد على احتجاز الرطوبة ويعمل فيتامين سي كمضاد أكسدة يساعد في تحفيز الكولاجين في البشرة.
- كريم حمض الهيالورونيك مع فيتامين ب 5: هناك أيضاً العديد من المستحضرات التي تحوي على البانتين (فيتامينb5) بالإضافة إلى حمض الهيالورونيك، حيث يساعد البانتين بشكل كبير على ترميم الجلد التالف وترطيب البشرة وتنعيمها بشكل فعال.
- حقن جاهزة للمفصل من حمض الهيالورونيك: تستخدم حقن حمض الهيالورونيك لعلاج حالات ألم الركبة الناتج عن هشاشة العظام، عن طريق حقنه مباشرة داخل مفصل الركبة مرة اسبوعياً لمدة من 3 إلى 6 أسابيع، ومن الأسماء الشائعة لأشكال الحقن الهيلغان، والمونوفاسك.
يعتبر حمض الهيالورونيك من المواد المتواجدة في الجسم بشكل طبيعي، ولهذا السبب يعتبر آمن الاستخدام في معظم الحالات، ولكن قد يتعرض بعض الأشخاص إلى تأثيرات جانبية نادرة، خاصةً عند استخدامها كحقن في المفصل مباشرةً: [6]
- رد فعل تحسسي عند تطبيقه على الجلد: غالباً لا تحدث ردود فعل تحسسية عند تطبيق حمض الهيالورونيك على الجلد كونه يتم افرازه بشكل طبيعي في الجسم، لكن قد تظهر ردود فعل تحسسية من بعض المواد المضافة للمستحضر عند تطبيقه.
- ارتفاع ضغط العين: يمكن أن يزيد حمض الهيالورونيك من ضغط العين عند حقنه في العين، لكن غالباً ما يزول هذا العرض خلال 48 إلى 72 ساعة.
- ألم واحمرار مكان الحقن: عندما يتم حقن حمض الهيالورونيك في المفصل قد تسبب ألماً شديداً في المفصل واحمرار في مكان الحقن، وفي حالات نادرة قد يحدث رد فعل تحسسي في مكان حقن الحمض.
- قد يبطئ من التئام الجروح: هناك شروط يجب اتباعها عند استخدام مستحضر حمض الهيالورونيك، فرغم دوره في تسريع التئام الجروح إلا أنه قد يسبب تباطؤ في شفائها، وذلك يرتبط بالوزن الجزيئي لحمض الهيالورونيك في المستحضر، فعندما يكون الوزن الجزيئي صغير يصبح قادراً على العبور إلى داخل الجلد ما يسبب ادخال جزء من البكتيريا والمواد الملوثة الغير مرغوبة ما يسبب التهاب الجروح وتأخير شفائها.
- الحمل والإرضاع: لا توجد دراسات كافية حول الأمان في استخدام حمض الهيالورونيك خلال فترة الحمل أو الإرضاع، لذا يفضل تجنب استخدام حمض الهيالورونيك دون استشارة الطبيب.