-

اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع: الأعراض والأسباب

(اخر تعديل 2025-02-27 01:03:30 )

ما هو اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع؟

اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع (بالإنجليزية: Antisocial Personality Disorder) هو حالة نفسية معقدة تتجلى في نمط سلوكي متكرر يتميز بوضوح بعدم الاكتراث بحقوق الآخرين وخرقها. غالباً ما يواجه الأفراد الذين يعانون من هذا الاضطراب صعوبات في التعاطف، ويظهرون سلوكيات متهورة وعدوانية. ينشأ عن هذا بالضرورة مجموعة من السلوكيات المدمرة، حيث يفشل هؤلاء الأفراد في الالتزام بالمعايير الاجتماعية والأخلاقية، مما ينعكس سلباً على حياتهم العامة.

عادة ما يتم تشخيص هذا الاضطراب في مرحلة المراهقة، لكن يمكن أن تظهر بعض علاماته في الطفولة. يعتمد التشخيص على ظهور ثلاثة أعراض على الأقل، مثل عدم تحمل المسؤولية والتهور. يواجه الكثير من المصابين صعوبات في بناء علاقات اجتماعية سليمة، إضافة إلى مشكلات قانونية نظراً لخرقهم المتكرر للقوانين.
قلب أسود الحلقة 22

من السلوكيات الشائعة التي قد تصدر عن هؤلاء الأفراد، إحداث الأذى للآخرين عن طريق تخريب الممتلكات العامة أو الخاصة، وكذلك تعذيب الحيوانات، والتسبب في الأذى النفسي أو الجسدي للآخرين.

ما هي أعراض الشخصية المعادية للمجتمع؟

  • تاريخ مبكر من اضطرابات السلوك: يظهر الأفراد المصابون مشكلات سلوكية منذ صغرهم، مثل التغيب عن المدرسة والسلوك التخريبي.
  • عدم القدرة على التحكم بالغضب: يعاني المصابون من نوبات غضب شديدة تؤدي لتصرفات عدوانية.
  • انعدام التعاطف والشعور بالندم: يظهرون عدم اهتمام بمعاناة الآخرين ويفتقرون شعور الندم.
  • السلوك غير المسؤول: يتجاهلون القواعد الاجتماعية مما يؤدي لمشكلات في العمل والعلاقات.
  • انتهاك القوانين بشكل متكرر: يتورطون في أنشطة إجرامية مثل السرقة والاحتيال.
  • السلوك الاندفاعي: يتصرفون باندفاع شديد دون التفكير في العواقب.
  • صعوبة الحفاظ على العلاقات: يواجهون صعوبات كبيرة في بناء علاقات مستقرة.
  • الميل للتلاعب والاستغلال: يستغلون الآخرين لتحقيق مكاسب شخصية.
  • غياب الشعور بالذنب: نادراً ما يعترفون بأخطائهم أو يتعلمون من تجاربهم السابقة.
  • إلقاء اللوم على الآخرين: بدلاً من تحمل مسؤولية أفعالهم، يلجأون لإلقاء اللوم على الظروف الخارجية.

أسباب اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع

لم يُحدد السبب الدقيق وراء اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع بشكل كامل، لكن الأبحاث تشير إلى أن هناك تفاعلاً معقداً بين العوامل الوراثية والبيئية والنفسية. من العوامل المحتملة:

  • العوامل الوراثية: بعض الأفراد قد يكون لديهم اختلافات في بنية الدماغ مما يؤثر على قدراتهم العاطفية.
  • العوامل البيئية: مثل الإهمال أو سوء المعاملة في الطفولة، مما يؤدي لعدم استقرار عاطفي.
  • العوامل النفسية: غالباً ما يظهر الأفراد مشكلات سلوكية في مرحلة مبكرة، مما يزيد من خطر تطور الاضطراب.
  • العوامل الاجتماعية والاقتصادية: الفقر والبطالة يمكن أن تزيد من احتمالية الإصابة بالاضطراب.

رغم هذه العوامل، لا يمكن اعتبارها أسباباً حتمية، حيث تلعب العوامل الوقائية مثل البيئة الداعمة والتعليم دوراً مهماً في تقليل احتمال الإصابة.

علاج اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع

يعتبر علاج هذا الاضطراب تحدياً نظراً لطبيعة الأعراض. ومع ذلك، هناك عدة استراتيجيات علاجية متاحة:

  • العلاج النفسي: مثل العلاج السلوكي المعرفي لمساعدة الأفراد في إعادة تشكيل أنماط تفكيرهم.
  • البرامج العلاجية المجتمعية: توفر بيئة داعمة لعلاج الأفراد من خلال جلسات علاجية جماعية وفردية.
  • الأدوية النفسية: قد تساعد بعض الأدوية في السيطرة على الأعراض مثل العدوانية.

كيفية التعامل مع الشخصية المعادية للمجتمع

  • تعرف على طباعهم: لفهم كيفية التعامل معهم بشكل أفضل.
  • لا تثق بهم فوراً: فهم قد يتسمون بالاستغلال والتلاعب.
  • اتخذ إجراءات الأمان: أثناء التعامل معهم، خاصة فيما يتعلق بالمال.
  • حثهم على الأفعال الأخلاقية: إذا كان شخصاً مقرباً.
  • كن حذراً في العلاقات العاطفية: فهم قد يكونون مؤذيين.

ما الفرق بين السيكوباتية والشخصية المعادية للمجتمع؟

الشخصية السيكوباتية واضطراب الشخصية المعادية للمجتمع متشابهان، لكنهما ليسا متطابقين. السيكوباتية تمثل حالة أكثر تطرفاً، حيث يظهر السيكوباتيون سلوكيات متلاعبة ومنهجية، بينما يميل المصابون باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع إلى التصرف بشكل متهور.

في النهاية، قد يكون الشخص المعادي للمجتمع أكثر عرضة للتصرفات الاندفاعية، بينما يتمتع الشخص السيكوباتي بقدرة أكبر على التخطيط واستغلال الآخرين دون إثارة الشكوك.

المراجع