ميزات وعيوب الزواج من طبيب والتحديات العائلية
تبحث كثير من النساء عن المكانة الاجتماعية عند التفكير بالارتباط، وهذا قد يقودهن إلى اختيار شخص يعمل في مهنة تحمل تلك المكانة الاجتماعية والمهنية المرموقة، ولكن دون الانتباه إلى ما تنطوي عليه بعض تلك المهن من متاعب قد تتحمل هي أعباءها الكثيرة، وهذا ينطبق بشكل كبير على الزواج من طبيب الذي يخفي في طياته متاعب ستقوم بتحملها الزوجة، ولكن هذه المتاعب مقترنة أيضاً بميزات كثيرة للزواج من طبيب.. هذه الأمور وغيرها سنوردها بالتفصيل في المقال التالي.
قد تبدو الإيجابية الواضحة الوحيدة للزواج من طبيب تتعلق بالمكانة الاجتماعية التي قد يرتبط بها ذلك؛ لكن الحقيقة تنطوي على أمور أخرى غير ذلك يمكن توضيحها فيما يلي: [1,2,3]
- المكانة الاجتماعية: الطب مهنة جديرة بالثناء والاحترام والطبيب يحظى باحترام المحيطين والمجتمع بشكل عام لدوره الإنساني والأخلاقي والفعلي في مساعدة الناس على تجاوز مشاكلهم الصحية الجسدية أو النفسية.
- وجود مواد شيقة للحديث بين الزوجين: سيمر الطبيب بالتأكيد بعدد كبير من الحالات المختلفة والتي قد يكون الحديث عنها مهماً لأهميتها أو طرافتها أو فرادتها، فتكون هناك مواد مثيرة للاهتمام للحديث عنها في المنزل مع عدم الإضرار بسرية مرضاه، في الوقت الذي يمكن للزوجة أيضاً أن تخبر زوجها الطبيب عن أمور شيقة حدثت معها في العمل؛ إن كانت طبيبة أو تعمل بأي مهنة أخرى.
- توافر شبكة معارف من الأطباء: الزوج الطبيب سيكون لديه حتماً أصدقاء ومعارف من الأطباء كطبيب الأسنان وطبيب الأطفال وأطباء الهضمية والعظمية والجراحة والنسائية والعينية وسوى ذلك، حيث يمكن للزوجة ومن يهمها أمرهم الاستناد إلى هؤلاء المعارف المهمين، عند الحاجة لاستشارة طبيب يوثق به في أي مجال من تلك المذكورة والاتصال بالطبيب الذي تحتاجه منهم وهي على علم بدرجة موثوقية هؤلاء الأطباء.
- الابتعاد عن المشكلات بالزواج التنافسي: ولاسيما إن كان الزوجان يعملان، وإن لم يكونا في نفس المجال، فالطبيب يعمل على تحقيق النجاح في عمله الذي ينطوي على قدر كبير من التعامل الإنساني الراقي؛ وبالتالي هو سيقدر سعي زوجته إلى النجاح في عملها ولن يكون هناك مجال للغيرة من نجاح بعضهما البعض، بل على العكس يكون هناك سعي لأن يكون نجاح كل من الزوجين مكملاً لنجاح الآخر.
- التفهم بين الزوجين: عندما تتفهم الزوجة انشغال زوجها الطبيب وتقدّر هذا الانشغال الذي قد يتضمن عدم إمكانية استجابته لطلباتها في أوقات معينة أو الرد على مكالماتها فهذا سيجعله هو أيضاً بمحل تفهم انشغالها في عملها أو في الأعمال المنزلية، أي من السهل أن يصبح التفهم متبادلاً.
- مستوى الذكاء المرتفع: يمكن للمرأة المتزوجة من طبيب أو التي تنوي الزواج من طبيب ان تطمئن لناحية المستوى الذهني الذي ستتعامل معه أو الذي يمكن توريثه للأطفال القادمين، لأن الحد الأدنى من مستوى الذكاء لدى الأطباء سيكون مرتفعاً كونهم وصولوا إلى ما هم عليه بعد سنوات طويلة من الجهد والتفكير وتجاوز الاختبارات، وهذا ما يجعل مستوى التركيز والصبر والمحاكمة العقلية لديهم عالياً.
- الصبر والهدوء: قد يأخذ الأطباء وقتاً طويلاً حتى يقرروا الارتباط والزواج وهذا لأنهم اعتادوا دراسة خياراتهم والاستقرار على أكثرها ثباتاً وهذا ما يرجح استمرار زيجاتهم أكثر من سواهم، حيث يعتادون على مواجهة التحديات المهنية والعملية والحياتية ما يمنحهم المرونة النفسية للتعامل مع مختلف الحوادث، كما ان لدى الأطباء استراتيجيات جيدة للنجاح يتبعونها في تحقيق التوازن بين الوظائف المطلوبة منهم والالتزامات الأسرية والزوجية.
- الإلمام بالمعلومات الضرورية للحياة: من ناحية أخرى مهمة تتعلق بالحياة الجنسية فإن الطبيب لديه معلومات لا يستهان بها عن علم التشريح لجسم الإنسان بالإضافة إلى علم وظائف الأعضاء ما يعني أنه يعلم جيداً النهايات العصبية والأحاسيس التي يمكن أن تتولد وكيف يتم تحفيزها، وهذا قد يساعد في تفهم احتياجاتكما الجسدية وتلبيتها.
على الرغم من الإيجابيات المذكورة المرتبطة بالزواج من طبيب هناك بعض السلبيات التي قد ينطوي عليها الأمر ولا يمكن تجاهلها مثل: [1,3,4]
- مشاكل العلاقات الاجتماعية: قد تشعر الزوجة أحياناً بالتجاهل من قبل بعض أفراد أسرتها او أسرة زوجها كونهم يهتمون باللجوء إليه لمناقشة مشكلاتهم الصحية فقط وتجاهل الأمور الاجتماعية الأخرى التي تربطهم كأسرة، فيقتصر التعامل معها ومع زوجها على جانب المنفعة المتعلقة بالاستشارة الطبية المجانية في أغلب الأحيان، وقد يكون للإحراج الأسري شكل آخر يتمثل في عدم قدرة الزوج الطبيب على الحضور في بعض المناسبات والفعاليات العائلية التي قد تقدم بين وقت وآخر.
- عدم الالتزام بالمواعيد والجداول الزمنية: القاعدة تقول إن الجداول الزنية التي يضعها الأطباء تكون على الورق فقط فهم لا يعلمون في الواقع إن كانوا سيستطيعون الالتزام بها أم لا بسبب ما قد يطرأ لديهم في العمل فقد يتأخرون في عملهم بسبب حالات إسعافية معينة كما أنهم تحت الطلب على مدار 24 ساعة في اليوم و 7 أيام في الأسبوع، وهذا بحد ذاته قد يضع الزوج في مشكلة اجتماعية لناحية عدم قدرته على الالتزام بالواجبات الاجتماعية التي قد تطلب منه، كما قد يجعله هذا الأمر موسوماً بحالة عدم الالتزام بالمواعيد خارج نطاق عمله وعيادته ومرضاه.
- تفضيل التفكير العملي على العاطفة: يكمن عيب الزواج من طبيب في أن الارتباط العاطفي لديه قد يكون ضعيفاً عندما تحتاج الزوجة إليه لذا فأهم صفة يجب على الزوجة امتلاكها هي الصبر عندما تشعر بحاجة ملحّة لوجوده والبوح له فيما هو لا يستطيع الحضور أو مشاركتها حزنها أو فرحها.
- القواعد الصارمة المرتبطة بالانشغال: بحكم كون الزوج الطبيب مشغول جداً فقد يشعر بالضيق أو الغضب عند ورود اتصالات غير متعلقة بالعمل خلال فترة عمله ولمرات عدة خلال اليوم أثناء وجودهم مع مرضاهم، قد يطلب الزوج الطبيب من زوجته عدم الاتصال به إلا للطوارئ، وهذا أيضاً يتطلب الصبر من الزوجة وإيجاد صيغة مشتركة يمكن التعامل من خلالها مع هذا الأمر.
- حالة التوتر شبه الدائمة: غالباً ما يون الأطباء بحالة توتر وقلق مستمرة بسبب مشاكل صحة المرضى التي يتولون مسؤولية علاجها، وليس غريباً أنهم قد يقضون وقتاً حتى ذلك المخصص للعائلة في التفكير بقضايا المرضى ومحاولة إيجاد مخارج لها كونهم يعتبرون ذلك التزاماً أخلاقياً، وهم يعتبرون أن زوجاتهم مطالبات بتحمل ذلك.
- كثرة الأعذار لدى الطبيب: قد تظهر تلك الأعذار لدى الزوج الطبيب عندما تطلب منه زوجته المساعدة في أمر ما يخص الأطفال او الأعمال المنزلية أو القيام بخدمات تخص المنزل كدفع فواتير او غير ذلك، وهو قد يجد وقتاً للقيام بتلك الواجبات لكن في بعض الأحيان لا يجد متّسعاً للقيام بذلك فيعتذر.
- التعامل بشكل علمي مع بعض اللحظات الرومنسية: يمكن أن يحدث ذلك بحالة مثل أن تمسكي يد زوجك بداعي الحب أو إظهار المودة أو التعاطف فيلاحظ مثلاً برودة في أطراف أصابعك أو يلاحظ شيئاً في نبضك فيحول الموضوع إلى حالة طبية خاضعة للفحص والاختبار بدلاً من أن يكون موقفاً رومنسياً منتظراً.
لكل امرأة متزوجة من طبيب أو ترغب الزواج من طبيب أو حتى تلقت عرضاً مماثلاً للزواج هذه بعض النصائح التي يجب أن تكوني على علم بها: [1]
- تفهم طبيعة عمله: ضعي بحسبانك أن زوجك قد يغيب لوقت كثير وستمر أيام كثيرة يطلب منك فيها ألا تنتظريه على العشاء أو الغداء أو لأداء واجب اجتماعي ما، مهما كان هذا الواجب مهماً بالنسبة إليك فقد يكون واجبه المهني هو الأهم بالنسبة إليه.
- الاستعداد لاحتمال المزيد من الضغوط: تستغربي إن طلب منك زوجك الطبيب بعد كل انشغالاته وتقصيره من الناحية المنزلية والأسرية والاجتماعية أن تتحملي مزيداً من الضغوط الناجمة عن عمله وأن تقدّري ذلك برحابة صدر ودون تذمر.
- الحفاظ على حياة اجتماعية متوازنة: حاولي إبقاء عائلتك وأصدقائك قريبين منك حتى تجدي الدعم من أشخاص تثقين بهم عند الحاجة لهذا الدعم والمساعدة وعدم قدرة الزوج على الوجود وتقديم تلك المساعدة بسبب انشغاله مع مرضاه.
- يحتاج زوجك الطبيب لمن يرعاه! كوني حريصة في الحفاظ على صحة زوجك، وهذه حقيقة لأن الأطباء يهتمون بصحة مرضاهم ومن حولهم، لكنهم غالباً ما يهملون صحتهم الشخصية بسبب الانشغالات الكثيرة، وهذه قد تضاف إلى مسؤولياتك كزوجة.
- قد تحتاجين طبيب آخر لأسرتك! ابحثي عن طبيب آخر لعائلتك أو أسرتك الصغيرة لأن الزوج الطبيب في حالات قليلة قد تحكمه العاطفة عندما يتعلق المرض بأحد أفراد أسرته كأطفاله وزوجته، وهنا يكون من الضروري اعتماد طبيب آخر للعائلة يضع كل تلك المشاعر جانباً.
في المقابل هناك ما يتطلب من الزوج الطبيب فعله حتى لا يظلم أسرته معه وهذا يمكن من خلال ما يلي: [5]
- إدارة الوقت: وهي تتطلب من الطبيب الموازنة بين أدوار العمل والحياة واتباع مهارات في إدارة الوقت تتضمن الإدارة الفعالة للوقت وتحديد أهداف طويلة وقصيرة المدى، والتخطيط والتنظيم بالإضافة إلى عدم الانخراط في أنشطة تضيع الوقت الذي يجب تخصيصه للعائلة.
- تحديد الأولويات: من بين مسؤوليات الطبيب المختلفة من الضروري تحديد ما هو مهم بالنسبة له وما هو واجب عليه تجاه أسرته.
- إعادة التقييم وإعادة التعيين: وهذا الأمر يجب اتباعه أثناء التحولات المهمة في الحياة لدى الطبيب مثل إكمال التدريب والاختصاص، والزواج، والولادة، وحالات الوفاة، وهنا يكون قضاء بعض الوقت في إعادة التقييم وإعادة ضبط أهداف العمل والحياة مفيداً في خلق التوازن الأسري والاجتماعي في حياة الطبيب.
العثور على معنى وغرض من العمل الذي يقوم به الطبيب، وتقييم هذا الغرض وترتيبه بين الواجبات الكثيرة مع الأخذ بالاعتبار احتياجات الأسرة.
في الختام.. مهمة الطبيب مقدسة ولا يمكن المساومة على ذلك ولكن الأسرة ايضاً مهمة وتحتاج اعتناء شديداً من الأب والم معاً، ودور الأب الطبيب في حياة أسرته لا يقل ابداً عن الدور الذي يقوم به تجاه مرضاه والاهتمام بصحة كل منهم، وهنا يكون الواجب مشتركاً ما بين الزوجة، والزوج الطبيب.