دعاء بعد الصلاة وسور وآيات تقرأ بعد كل الصلاة
يعتبر الوقت ما بعد الصلاة وقت فضيل وله مكانة خاصة حيث يكون فيه العبد في أكثر الحالات قرباً من الله عز وجل، بالإضافة إلى ورود العديد من التوصيات عن الرسول صلى الله عليه وسلم بالذكر والدعاء بعد الصلاة، ونقدم في هذا المقال الأذكار والأدعية التي تقال بعد الصلاة، بالإضافة إلى فضل قراءة الأذكار والأدعية بعد الصلاة.
الأذكار والأدعية المعروفة بعد الصلاة سنّة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، نقتدي بها أسوة بالرسول الكريم ولما لها من أجرٍ وفضلٍ عظيمين عند الله تعالى، فمن عمل بها ونفذها كان له ثواب كثير، لذا هي من المستحبات وليست من الواجبات أو الفرائض التي يجب على المسلم الالتزام بها دوماً.
لذا فإن من لم يقلها المسلم بعد صلاته فليس عليه إثمٌ ولا حرج، وإنما يكون قد ضيع على نفسه الكثير من الأجر والحسنات والثواب.
- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انصرفَ من صلاتهِ استغفرَ ثَلاث مراتٍ وقال: (اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلامُ وَمِنْكَ السَّلامُ، تَبارَكْتَ ذا الجَلالِ والإِكْرامِ)، رواه ثوبان مولى الرسول وأخرجه مسلم في الصحيح، ومنه نتبين إحدى سنن النبي صلى الله عليه وسلم بعد الصلاة، أنه كان يستغفر الله ثلاث مرات بعد أن يُسلّم ثم يقول هذا الدعاء.
- (لا إلهَ إلَّا اللهُ وحده لا شريكَ له، له الملكُ وله الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ) قال المغيرة بن شعبة أنه قد سمع الرسول صلى الله عليه وسلم يقول هذا الحديث ثلاث مرات بعد أن يسلم في الصلاة، أخرجه البخاري ومسلم في الصحيحين.
- من أذكار ما بعد الصلاة الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلّم أن تقول 33 مرة "سبحان الله العظين والله أكبر والحمد لله" حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفقراء المهاجرين: (أَفلا أُعَلِّمُكُمْ شيئًا تُدْرِكُونَ به مَن سَبَقَكُمْ وَتَسْبِقُونَ به مَن بَعْدَكُمْ؟ وَلَا يَكونُ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِنكُم إلَّا مَن صَنَعَ مِثْلَ ما صَنَعْتُمْ قالوا: بَلَى، يا رَسولُ اللهِ قال صلى الله عليه وسلّم: تُسَبِّحُونَ، وَتُكَبِّرُونَ، وَتَحْمَدُونَ، دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ مَرَّةً) رواه أبو هريرة رضي الله عنه وأخرجه مسلم في الصحيح.
- (لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، لا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَلَا نَعْبُدُ إلَّا إيَّاهُ، له النِّعْمَةُ وَلَهُ الفَضْلُ، وَلَهُ الثَّنَاءُ الحَسَنُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ مُخْلِصِينَ له الدِّينَ ولو كَرِهَ الكَافِرُونَ) رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن الزبير رضي الله عنه وأخرجه مسلم، ويخبرنا عبد الله بن الزبير أن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام كان يهلل بهذا الذكر بعد أن يسلم في كل صلاة.
- من أفضل الأذكار بعد الصلاة المكتوبة عن النبي صلى الله عليه وسلّم: (لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، له الملكُ وله الحمدُ يحيِي ويميتُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ) روى أبو أيوب الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلّم: "من قالها عشرَ مراتٍ حين يصبح كتب اللهُ له بكلِّ واحدةٍ قالها عشرَ حسناتٍ ومحا عنه بها عشرَ سيئاتٍ ورفعه اللهُ بها عشرَ درجاتٍ وكُنَّ له كعشرِ رقابٍ وكنَّ له مسبحةً من أولِ النهارِ إلى آخرِه ولم يعملْ يومئذٍ عملًا يقهرُهن فإن قالها حينَ يمسِي فمثلُ ذلك"، وورد في أكثر من رواية أنه يقال بعد صلاة العصر أو الفجر.
- كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول بعد صلاة الصبح: (اللَّهمَّ إنِّي أسأَلُكَ عِلمًا نافعًا، ورِزْقًا طيِّبًا، وعمَلًا مُتقَبَّلًا) روت هذا الحديث أم سلمة أم المؤمنين وورد في صحيح ابن ماجه.
- (اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ منَ البُخلِ وأعوذُ بِكَ منَ الجُبنِ وأعوذُ بِكَ أن أُرَدَّ إلى أرذلِ العمُرِ وأعوذُ بِكَ من فتنةِ الدُّنيا، وأعوذُ بِكَ من عذابِ القَبرِ) وهو من الأدعية المستحبة بعد الصلاة، كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعلمه للصحابة كما تُعَلَّمُ الكتابة بحيث لا ينسوه بتاتاً ويتقنوه تماماً، رواه سعد بن أبي وقاص وأخرجه البخاري في صحيحه.
- (اللَّهمَّ أعنِّي على ذِكْرِكَ، وشُكْرِكَ، وحُسنِ عبادتِكَ) أخبرنا معاذ بن أبي جيل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده وقال له (والله إني لأحبك) مرتين، ثم علّمه هذا الدعاء وأوصاه ألّا يترك قول هذا الدعاء دبر كل صلاة، أي بعد انتهاء الصلاة وقبل التسليم.
- (اللهمَّ أجرْنِي منَ النار) تقال بعد صلاة الصبح وصلاة المغرب سبع مرات، قال النبي صلى الله عليه وسلّم: (إذا صليتَ الصبحَ فقلْ قبلَ أنْ تكلمَ أحدًا مِنَ الناسِ: اللهمَّ أجرْنِي منَ النارِ، سبعَ مراتٍ، فإنَّكَ إنْ مِتَّ منْ يومِكَ ذلكَ كتبَ اللهُ لكَ جوارًا منَ النارِ، وإذا صليتَ المغربَ فقلْ قبلَ أنْ تكلمَ أحدًا مِنَ الناسِ، اللهمَّ أَجِرْنِي مِنَ النارِ، سبعَ مراتٍ، فإنَّكَ إنْ متَّ منْ ليلتِكَ كتبَ اللهُ لكَ جوارًا مِنَ النارِ) رواه الحارث التيمي وورد في كتاب الجامع الصغير لجلال الدين السيوطي.
- أفضل الدعاء بعد صلاة الفجر أن تقول (اللَّهمَّ بك أُحاوِلُ وبك أُقاتِلُ وبك أُصاوِلُ) روى صهيب بن سنان الرومي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أيام خيبر يحرك شفتيه بعد صلاة الفجر ببعض الكلمات، فلما سألوه عما كان يتمتم به أخبرهم بهذا الدعاء، أخرجه ابن حبان في صحيحه.
- (اللَّهمَّ اغفر لي ذنوبي وخطايايَ كلَّها، اللَّهمَّ أنعِشني واجبُرني واهدِني لصالِحِ الأخلاقِ والأعمالِ، لا يَهدي لصالِحِها ولا يصرفُ سيِّئَها إلَّا أنتَ) رواه ابن إمامة الباهلي وأخرجه الطبراني، وجاء فيه عن ابن إمامة الباهلي أنه كلما دنى من رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل صلاة كان يسمعه يقول هذا الدعاء، لكن يحكم على هذا الحديث بأنه غريب ضعيف.
- (اللَّهمَّ قِنِي عذابَك يومَ تبعَثُ عبادَك) رواه البراء بن عازب وأخرجه الترمذي، وقال فيه البراء أنه سمع رسول الله يقوله في التسليم وهو يلتفت إلى اليمين.
- (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وَما أَخَّرْتُ، وَما أَسْرَرْتُ وَما أَعْلَنْتُ، وَما أَسْرَفْتُ، وَما أَنْتَ أَعْلَمُ به مِنِّي، أَنْتَ المُقَدِّمُ وَأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ) هذا الدعاء جزء من حديث طويل رواه علي بن أب طالب رضي الله عنه وأخرجه مسلم في صحيحه، وذُكِرَ في هذا الحديث أن الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام كان يقول هذا الدعاء في آخر الصلاة بين التشهد والتسليم.
- قراءة آية الكرسي: تعتبر آية الكرسي أعظم آية في القرآن الكريم ومن يقرأها بعد إنهاء كل صلاة والتسليم منها ينال أجراً عظيماً يجعله يدخل الجنة من أوسع أبوابها، قال الرسول صلى الله عليه وسلم (مَن قرأَ آيةَ الكُرسيِّ في دبُرِ كلِّ صلاةٍ مَكْتوبةٍ لم يمنَعهُ مِن دخولِ الجنَّةِ إلَّا أن يموتَ) ورد هذا الحديث في الصحيح المسند ويعتبر حكمه حسن.
(اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) سورة البقرة 255. - قراءة المعوذتان بعد كل صلاة: تعتبر المعوذات من الأذكار التي تقال بعد كل صلاة، قال عن عقبة بن عامر: أمرَني رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ أن أقرأَ بالمعوِّذاتِ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ. أخرجه أبو داوود في صحيحه، والمعوذات هي:
- سورة الناس: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ* مَلِكِ النَّاسِ* إِلَهِ النَّاسِ* مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ* الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ* مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ.
- سورة الفلق: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ* مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ* وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ* وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ* وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ.
- سورة الإخلاص: وهي من قصار السور ولها فضلٌ عظيم بعد كل صلاة (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ* اللَّهُ الصَّمَدُ* لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ* وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ).
- آخر آيتين من سورة البقرة: قال صلى الله عليه وسلم (مَن قرَأ الآيتينِ مِن آخِرِ سورةِ البقرةِ في ليلةٍ كفَتَاه) أخرجه ابن حبان في صحيحه، وهذا الحديث يدلنا أن قراءة آخر آيتين من سورة البقرة من أذكار الليل، والتي يمكن في ذلك قراءتها بعد صلاة المغرب للحصول على فضل وأجر عاليين.
وهي الآيات 285-283 من سورة البقرة (ءَامَنَ الرَّسُولُ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ ءَامَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ* لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَآ إِن نَّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَآ إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلَـنَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَـفِرِينَ).
- الوقت ما بعد انهاء الصلاة وقبل التسليم وقت فضيل وله مكانة عند الله عز وجل، لذا فإن الدعاء في هذا الوقت أبرك وأفضل وأكثر قبولاً واستجابة.
- ترديد الأذكار التي ثبتَ أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يقولها بعد أداء صلواته، فيها اقتداء بالسنة النبوية الشريفة وإحياء لها، ومن يفعل هذ له أجرٌ وثواب عند الله.
- يغفر الله لنا العديد من خطايانا عندما نكثر من الذكر وينقص من سيئاتنا وخصوصاً في أوقات ما بعد الصلاة لأنها أكثر الأوقات التي يتقرب فيها العبد من ربه جل وعلا.
- تزيد الأدعية والأذكار المرددة بعد إنهاء الصلاة من فرص العبد في نول الجنة والمكانة الطيبة فيها.
- العديد من الأذكار والأدعية وخصوصاً تلك المستمدة من القرآن الكريم تسهم في طرد الشياطين والتخلص من وساوسها.
- تسهم الأدعية والأذكار في وقت ما بعد الصلاة في زيادة تقرب العبد من ربه فيحافظ من خلال ذلك على حبل التواصل معه جل جلاله.
- تبعث الأذكار والأدعية التي تقال قبل التسليم لإنهاء الصلاة الراحة والسكينة في نفس المسلم وتشرح له صدره وتزيل الهم والغم من القلوب.
- أداء فرائض الصلاة بشكل كامل ومتقن بدون استهتار وتململ واستعجال في إقامة أي صلاة من الصلوات.
- الإخلاص لله تعالى في الإيمان والعبادة والامتثال لأوامره عز وجل والرجوع واللجوء إليه وحده سبحانه وتعالى وقت الحاجة، واستغفاره جل وعلا عند الإخطاء وطلب التوبة منه، هذا سيجعل من الذكر بعد أداء فريضة الصلاة أكثر صدقاً وثواباً ومن الدعاء أكثر قابلية للاستجابة.
- الإيمان بقدرته جلّ وعلا على تلبية الدعاء وبأن لا مجيب لدعائنا غيره والتسليم لمشيئته فيما وقع لنا من مشاكل، والتوكل عليه سبحانه وتعالى في دعائنا فهو غفور رحيم.
- يجب أن تخرج الأذكار والأدعية من قلب سليم معافى متيقن بوجود الله سبحانه وبقدرته تعالى في منحنا ما نريد إن شاء وأمر بذلك، ولا يجب أن يكون قول الذكر أو الدعاء من باب التجمل بالأفعال أمام الناس أو أدائها طمعاً بدعاءٍ نريد من الله تعالى تحقيقه لنا، فإنه جل جلاله عليمٌ بالنوايا كاشفٌ لما في القلوب.
- الالتزام ببعض آداب الدعاء بعد أداء الصلاة كخفض الصوت أثناء الدعاء، الدعاء بحضور قلب عامر بالإيمان، الإلحاح في الدعاء مع عدم الاستعجال في طلب الإجابة، عدم الدعاء على النفس أو على الآخرين وما إلى ذلك.